الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فابتلاع هذه البقايا مما بين الأسنان ونحوها، لا تبطل به الصلاة سواء كان غلبة أو عمدا، ومن ثم فلا يجب عليك تكلف طرح هذه البقايا، بل يسعك ابتلاعها، ولا تفسد صلاتك بذلك. وسواء كان ما تبتلعينه مما يجري بنفسه، أو يجري به الريق على الصحيح، وهو ما اختاره من الحنابلة الفتوحي في المنتهى.
قال الرحيباني في شرح الغاية: (وَلَا) تَبْطُلُ (بِبَلْعِ مَا بَيْنَ أَسْنَانٍ) مِنْ بَقَايَا الطَّعَامِ (عَمْدًا بِلَا مَضْغٍ وَلَوْ لَمْ يَجْرِ بِهِ رِيقٌ)، جُزِمَ فِي التَّنْقِيحِ وَالْإِنْصَافِ وَتَبِعَهُ فِي الْمُنْتَهَى (خِلَافًا لَهُ)، أَيْ: لِصَاحِبِ الْإِقْنَاعِ، فَإِنَّهُ قَالَ: وَمَا لَا يَجْرِي بِهِ رِيقُهُ بَلْ يَجْرِي بِنَفْسِهِ، وَهُوَ مَا لَهُ جرْمٌ، تَبْطُلُ بِهِ. انتهى.
وبه يتبين أن الخطب بحمد الله يسير، وأنك لست بحاجة إلى ما تفعلينه من إخراج الطعام، أو البصق في الثياب ونحو ذلك.
والله أعلم.