الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن الزواج من أمور الرزق المقدرة من الله سبحانه لبني آدم؛ ذكورهم وإناثهم، فهو داخل في عموم قوله تعالى: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا {الأحزاب:38}، وقال سبحانه: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا {هود:6}. ولذلك فسيأتي كل واحد ما كتب له منه.
وقد جاءت النصوص دالة على مشروعية الزواج، وبيّن أهل العلم أن أحكامه تختلف باختلاف الأحوال، وسبق بيان ذلك في الفتوى 241732.
والمرأة في هذه الأحكام كالرجل، ولكن لما كان الغالب في المرأة الحياء، وأنها تكون مطلوبة لا طالبة، لم يكن عليها البحث عن الأزواج، ولكن لا تمتنع عن الزواج إذا تقدّم لها الأكفاء، وينبغي أن تبادر للموافقة وقبول الكفء المتقدم لها؛ لأن الزواج من أمور الخير، ومتضمن لكثير من مصالح الدنيا والآخرة، كما بينا في الفتوى: 414163.
والمرأة ليست مأمورة شرعا بأن تخرج من بيتها للعمل، أو الدراسة، وغير ذلك؛ ليراها الرجال، فيخطبوها، بل الأصل في المرأة قرارها في بيتها، وعدم الخروج منه لغير حاجة.
وإذا تأخر الزواج بسبب عدم خروجها؛ فلا مؤاخذة عليها في ذلك، وعدم الخروج قد لا يكون سببا لتأخر زواجها، كما أن الخروج قد لا يجلب لها الخطاب. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى: 436408.
ونختم بالتأكيد على أن الزواج من الرزق، وأنك ستوفقين إلى ما قدره الله لك، ولو لم تبذلي سببا، ولا إثم عليك إن لم تأتي بالأسباب، هذا مع العلم بأن المرأة يجوز لها شرعا البحث عن من ترغب في زواجه منها من الصالحين بشرط أن تراعي الضوابط الشرعية، كما هو مبين في الفتوى: 18430.
والله أعلم.