الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا -أولًا- ننصحك بالتواصل في مثل هذا الموضوع مع قسم الاستشارات بموقعنا، وتجد عندهم -إن شاء الله- التشخيص النفسي لحالتك، وإفادتك ببعض التوجيهات المفيدة والنافعة.
ثانيًا: اعلم أنك إنما أُتيت من قبل هذه الصداقة السيئة؛ فالصاحب ساحب -كما قالوا-، والصديق يؤثر على صديقه سلبًا أو إيجابًا، كما دلت على ذلك النصوص الشرعية، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 24857. وقد جاء عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: ولا تصحب الفاجر لتعلم من فجوره.
وقد أحسن من قال:
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الرّدي.
ثالثًا: اعرف من تصاحب، ومن يستحق أن تتخذه قدوة؛ فصاحب من يعينك على الاستقامة والطاعة، لا بمن يحرفك عن الصراط المستقيم، ويفتح عليك أبواب الشيطان، ويدفعك للفتنة، وراجع الفتاوى: 12928، 10800، 1208.
وإذا تاب هذا الشاب، وتبين لك صدق توبته، واجتنَب تلك الأفعال السيئة، ورجوت أن تنتفع بصداقته؛ فلا بأس بالاستمرار فيها. وإلا فكن منه على حذر؛ لئلا يجرّك إلى ما لا تحمد عقباه؛ فتندم حيث لا ينفع الندم.
رابعًا: ننبه إلى أن من أخطر الأمور أن يضيف إلى الآثام التي اكتسبها بفعل الذنب آثامًا أخرى بمجاهرته بذنبه، وإخبار الآخرين به؛ فيزداد إثمًا على إثم، والمجاهرة من أسباب البلاء، ثبت في الصحيحين عن سالم بن عبد الله، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى، إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
والله أعلم.