الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الكلام عن رأي الإسلام في المجتمع المدني لا بد من العلم بمعنى المجتمع المدني، وقد ذكر المتخصصون تعاريف كثيرة للمجتمع المدني.
ففي كتاب "المجتمع المدني" الذي أعدته دار التوحيد من هذه التعاريف أن المجتمع المدني هو المجتمع الذي يقوم على المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعمل في ميادينها المختلفة في استقلال نسبي عن سلطة الدولة لتحقيق أغراض متعددة.. اهـ.
وعليه، فليس عند الإسلام إشكال حول مفهوم المجتمع المدني، ولكن الإشكال يكون حول الضوابط والقيم والمبادئ التي تحكم المجتمع المدني، فإذا كانت هذه الضوابط والقيم والمبادئ منبثقة من الشرع الحنيف ولا تتعارض معه، فإن هذا أمر حسن ومطلوب، وإذا كانت غير منضبطة بالشرع أو أخذت من المبادئ المعارضة للشرع كالشيوعية والعلمانية والرأسمالية ونحوها من المبادئ التي تعارض الشرع، فإن الإسلام لا يقبل بالمجتمع المدني الذي يقوم على هذا الأساس.
والكلام عن المجتمع المدني والتصور الإسلامي له ومقارنته بالتصورات المادية والنظريات المخالفة للإسلام طويل، وقد كتبت في ذلك الدراسات الطويلة، فلتراجع.
والله أعلم.