الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك دعاء الله تعالى أن يصلح بينك وبين معلّمتك؛ فهو دعاء بأمر يرضاه الله، ويحبه؛ ولذلك ينبغي عليك السعي في إزالة أسباب التباغض، والتدابر، بالإحسان، والعفو عن الإساءة، وإحسان الظن، فقد أمر الله تعالى بالإصلاح، وحضّ عليه، قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ [الأنفال:1]، قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: {وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} أي: أصلحوا ما بينكم من التشاحن، والتقاطع، والتدابر، بالتوادد، والتحاب، والتواصل.. فبذلك تجتمع كلمتكم، ويزول ما يحصل بسبب التقاطع من التخاصم، والتشاجر، والتنازع.
ويدخل في إصلاح ذات البين: تحسين الخلق لهم، والعفو عن المسيئين منهم؛ فإنه بذلك يزول كثير مما يكون في القلوب من البغضاء، والتدابر. انتهى.
وروى أبو داود، والترمذي عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام، والصلاة، والصدقة؟ قالوا: بلى -يا رسول الله-، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين؛ الحالقة.
وننبه إلى أهمية توقير المعلّمة، ورعاية حقّها، وانظري الفتوى: 187003.
والله أعلم.