الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق وأن فصلنا القول في حكم الحب قبل الزواج، فنرجو مطالعة الفتوى: 4220.
وهذا الحب الذي ترتب عليه التصريح به والتواصل بينكما لا شك في حرمته، وأن الواجب التوبة من ذلك، وقطع أي علاقة لك مع هذه الفتاة إن أردت السلامة لدينك، والبراءة لعرضك.
وما ذكرت من الحالة النفسية، وصعوبة الأمر عليكما؛ إنما هو من تسويل الشيطان؛ ليزين لكما البقاء على شيء من التواصل، وهذا من مكره، فمن عادته أن يستدرج بني آدم استدراجا إلى المعاصي والفواحش، وقد أشار إلى ذلك القرآن في قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
ولذلك لا يجوز لك محادثتها، فقد شدد الفقهاء في منع الرجل من محادثة الأجنبية الشابة، وقد نقلنا أقوالهم في الفتوى: 21582.
فمحادثة الأجنبية ممنوعة إلا إذا دعت لذلك حاجة، وروعيت الضوابط الشرعية، بأن تكون المحادثة بقدر الحاجة، مع اجتناب ما يدعو للفتنة من الخلوة المحرمة، ونحو ذلك.
وقد ذكر أهل العلم سبلا لعلاج العشق، وسبق بيانها في الفتوى: 9360.
ومن أخلص لله، واستشعر الخوف منه، وصدق في عزمه؛ يسر له أسباب العلاج، وسهل عليه اجتناب ما يسخطه تعالى.
والله أعلم.