الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليست العبرة بقيام صاحب المقال بتحديثه، وإنما العبرة بإذنه بنشره، فضلا عن نسبته لغيره! فهذا هو مقتضى حفظ حق النشر لصاحبه، واعتبار النتاج الفكري أو العلمي ملكا لكاتبه.
وأما اعتبار ما يقوم السائل من باب: "أخذ ما تركه الناس وأهملوه" فليس بسديد! فتحديث المقالات لا يدل على رغبة صاحبه عنه وإباحته للآخرين، ولا سيما وهو لا يحتاج لمؤنة ولا لجهد للاحتفاظ به، بخلاف الأشياء الحسية التي لا يرغب فيها صاحبها لعدم حاجته إليها، أو لانشغاله عنها، أو تجنبا لمؤنة حفظها، فيلقيها، أو يتركها ولا يبالي أخذها غيره أم تركها.
وهي التي قال فيها ابن قدامة في المغني: كل مباح مثل الحشيش والحطب والثمار المأخوذة من الجبال، وما ينبذه الناس رغبة عنه .. من سبق إلى شيء من هذا، فهو أحق به، ولا يحتاج إلى إذن الإمام، ولا إذن غيره؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم، فهو أحق به". اهـ.
وقال أبو البركات ابن تيمية في المحرر: يملك بالأخذ ما ينبذه الناس رغبة عنه. اهـ.
والمخرج من ذلك أن يقوم السائل في هذه المقالات بغرض معتبر من أغراض التأليف، كالاختصار والتسهيل، والإضافة والتعديل. وانظر الفتويين: 149033، 260623.
والله أعلم.