الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالعبد مطالب بتحقيق التوبة بشروطها المعتبرة شرعًا، مع إحسان الظن بالله تعالى أنه سيقبلها؛ فهو تعالى عند ظن عبده به.
ومع ذلك؛ فقبول التوبة أو ردّها، أمر غيبيّ، لا يطلع عليه العبدُ؛ فلا يمكن الجزم به.
كما لا يمكن الجزم بأن من أمارات القبول رفع البلاء الذي نزل بالعبد قبل التوبة، ولا من أمارات ردّ التوبة بقاء ذلك البلاء.
والبلاء ليس عقوبة في كل الأحوال: فقد يكون البلاء رفعة للدرجات، وقد يكون اختبارًا وامتحانًا، وقد يكون تمحيصًا، كما فصلناه في الفتوى: 25874.
فعلى المذنب أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة، مستجمعة لشروطها، وليستبشر خيرًا؛ فإن الله تعالى يقبل توبة التائبين، وانظر الفتوى: 429760.
والله أعلم.