الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من واجب الأبناء البر بالآباء والأمهات، وفي ذلك رضا الله، كما أن في سخطهما سخط الله، ففي الحديث الشريف: رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين. رواه الترمذي وابن حبان، وحسنه الألباني وفي الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات.. الحديث. وروى الشيخان من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وقتل النفس وشهادة الزور. الحديث.
وبناء عليه، فحاول إرضاء أمك قدر المستطاع، وإن كان الحال لا يستقيم إلا بالخروج بزوجتك عن الوالدين، فافعل، وليس في ذلك عقوق لهما، لأن الزوجة ليست ملزمة بالسكن معها ولو كانت الظروف طبيعية، فأحرى إذا كانت بينها وبين أفراد عائلتك شحناء، وإذا انفصلت عن الوالدين، فإن عليك أن تحرص على مواصلتهما ومجالستهما وإكرامهما والإحسان إليهما.
والله أعلم.