الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن استعمال السحر وإلحاق الضرر بالناس والتفريق بين الزوجين من الكبائر العظيمة والموبقات الكبيرة، كما قال الله تعالى في السحرة وشرورهم: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ [البقرة:102].
وعلى من ابتلي بشيء من شر هؤلاء أن يلجأ إلى الله عز وجل في كشف هذا الضر، ويستعمل من الرقى الشرعية ما يبطل السحر، ولمعرفة هذه الرقى ترجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8343، 10981، 20082.
وأما ذهابك إلى العرافين وسؤالهم فهو كبيرة من الكبائر، فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد.
وفي صحيح مسلم: من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً.
كما أن اتهامك لأم زوجك اعتماداً على قول العرافين ذنب عظيم، فإن هؤلاء لا يصدقون ولا كرامة، والمسلم مأمور بتكذيبهم والنفور عنهم، فالواجب عليك التوبة إلى الله عز وجل من هذه الظنون والتهم الباطلة، والبحث عن أسباب طلاق زوجك لك وعلاجها، عسى الله أن يجمع شملكما ويهدينا وإياكم إلى الحق.
والله أعلم.