الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن دواءك هو أن تستحضر مراقبة الله لك واطلاعه عليك، فإذا تحقق ذلك في قلبك امتنعت عن فعل المعصية حياء من الله، ألم تسمع إلى قول الله جل وعلا: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد:4]، ونحن نسألك هل تستطيع أن تفعل هذه العادة القبيحة أمام أبيك أو أمك أو أي شخص تستحي منه؟ أفلا تستحي من الله!
ألم تقرأ قول الله تعالى: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا [النساء:108]، ومع استشعار مراقبة الله لك يجب عليك اجتناب كل ما من شأنه أن يثير الشهوة ويؤجج الغريزة، هذا وقد أرشدك الرسول صلى الله عليه وسلم إلى علاج آخر وهو الصوم فقال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
فبادر إلى الزواج إن كنت مستطيعاً وهو في حقك مع الاستطاعة واجب، وإن لم تستطع فأكثر من الصيام فإنه قاطع للشهوة أو مخفف لها، ولا تنس صحبة الأخيار فإنهم يذكرونك بالله إذا غفلت ويعينونك على طاعته.
وأما ما تظنه من نجاسة كل شيء في المنزل، فهذا كلام باطل وثمرة خبيثة من ثمرات المعصية، فكما أوقعك الشيطان في معصية العادة السرية أراد أن يوقعك في الوساوس ويحيل حياتك جحيماً لا يطاق، وهكذا فالمعصية تجر إلى أختها، ولتعلم أن الأصل في الأشياء الطهارة ولا ينتقل من هذا الأصل إلا بدليل، فدعك من هذه الوساوس وأصلح حالك مع الله ومع نفسك، ثم اعلم أن الراجح أن المني طاهر، نسأل الله أن يهديك.
والله أعلم.