الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن حقيقة ما تلفظت به تعليق اليمين بالله أن زوجتك إن لم تسكت؛ كانت هذه آخر كلمة لك معها، فإن كان الحال ما ذكرت من أن زوجتك لم تسكت، فأنت مخير بعد ذلك بين أمرين:
أحدهما: أن تبر في يمينك، فتعمل بمقتضى ما قصدت من قولك: "آخر كلمة معك"، فليس عليك شيء إذا بررت بيمينك.
والخيار الآخر: أن تحنث نفسك، فتترك ما توعدتها به، فتلزمك -حينئذ- كفارة يمين، وقد يكون الأولى أن تحنث نفسك؛ لما رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من حلف على يمين، فرأى غيرها خيرا منها، فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه. وراجع خصال الكفارة في الفتوى: 107238.
وننبه إلى الحذر من المشاكل في الحياة الزوجية، وأن يسود بين الزوجين الاحترام والتفاهم. وننبه أيضا إلى أن من إكرام المرأة لزوجها احترامها لأمه، وأن لا تسيء بها الظن من غير بيِّنة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.
والله أعلم.