الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما سألت عنه من الأمثلة الرائعة على كرم الأنصار ومدى مواساتهم للمهاجرين، ففي صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال: لما قدم علينا عبد الرحمن بن عوف وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع وكان كثير المال، فقال سعد: قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالاً، سأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلقها حتى إذا حلّت تزوجتها، فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك، فلم يرجع يومئذ حتى أفضل شيئاً من سمن وأقط، فلم يلبث إلا يسيراً حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه وضر من صفرة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهيم، قال تزوجت امرأة من الأنصار، فقال: ما سقت إليها؟ قال: وزن نواة من ذهب، أو نواة من ذهب، فقال: أولم ولو بشاة. انتهى.
ولا شك أن وجود هذه القصة في صحيح البخاري من أقوى الأدلة على صحتها بحيث لا تحتاج إلى تصحيح، أما تعليق الشيخ الإلباني فقد صحح ما سبق ذكره، كما في سنن الترمذي.
والله أعلم.