الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعافيك، ويشرح صدرك، ويصرف عنك شر الوسوسة.
واعلمي أن هذه الوساوس التي تراودك؛ ليست بالضرورة دليلًا على ضعف الإيمان، ولا إشارة لإعادة التفكير في أمر الخطبة.
فالصواب ألا تلفتي إليها، وأن تمضي في الخطبة دون تردد، ما دمت راضية عن الخاطب؛ فالراجح عندنا أن المستخير يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه، جاء في مرعاة المفاتيح، شرح مشكاة المصابيح: واختلف في ماذا يفعل المستخير بعد الاستخارة: فقيل: يفعل ما بدا له، ويختار أي جانب شاء من الفعل والترك، وإن لم ينشرح صدره لشيء منهما؛ فإن فيما يفعله يكون خيره ونفعه، فلا يوفق إلا لجانب الخير.
وهذا لأنه ليس في الحديث أن الله ينشئ في قلب المستخير بعد الاستخارة انشراحًا لجانب، أو ميل إليه، كما أنه ليس فيه ذكر أن يرى المستخير رؤيا، أو يسمع صوتًا من هاتف، أو يلقى في روعه شيء، بل ربما لا يجد المستخير في نفسه انشراحًا بعد تكرار الاستخارة، وهذا يقوي أن الأمر ليس موقوفًا على الانشراح. انتهى.
ونصيحتنا لك أن تجتهدي في التقرّب إلى الله، وكثرة الذِّكر، والدعاء، وتحرصي على المداومة على الأذكار المسنونة.
وإذا لم تزل عنك هذه الوساوس؛ فاعرضي نفسك على المختصين في الطب النفسي.
وننبهك إلى أنّ الخاطب أجنبي من المخطوبة، ما دام لم يعقد عليها العقد الشرعي، شأنه معها شأن الرجال الأجانب، وراجعي حدود تعامل الخاطب مع المخطوبة في الفتوى: 57291.
وللفائدة، ننصحك بالرجوع إلى قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.