الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج مقدر كغيره من الأمور، قال تعالى: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا {الأحزاب:38}، وهو رزق من الأرزاق سيأتي المرء ما كتب له منه، قال سبحانه: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ {هود:6}.
وروى البخاري ومسلم عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد.... الحديث.
إذا علمت ذلك، فلا داعي للقلق، فقد يكون التأخر لأمر عادي.
وإذا غلب على الظن أن هنالك أمرا غير عادي من سحر ونحوه، فعلاج السحر ميسور بالرقية الشرعية، وراجعي بخصوصها الفتوى: 4310.
والأفضل أن تقومي برقية نفسك بنفسك، وإن احتجت لرقية غيرك من أهل الاستقامة فلا بأس، ويجب الحذر من إتيان السحرة والمشعوذين. ولمزيد الفائدة، راجعي الفتوى: 10981.
ونوصيك بالاستعانة بالموثوقات من قريباتك وصديقاتك، فلعل الله يجعلهن سببا لسوق الخير إليك.
والمرأة يجوز لها شرعا البحث عن الزوج الصالح، بل وعرض نفسها على من ترغب في زواجه منها، كما بيناه في الفتوى:18430.
والله أعلم.