الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد امتن الله تعالى على قريش بأن جعلهم في حرم آمن وهو مكة، فكانوا يسافرون إلى الشام واليمن من غير خوف على أنفسهم أو أموالهم لكونهم أهل حرم الله.
قال الإمام القرطبي: في تفسيره لقوله تعالى: إيلافهم رحلة الشتاء والصيف: والتأويل أن قريشاً كانوا سكان الحرم، ولم يكن لهم زرع ولا ضرع، وكانو يمرون في الشتاء والصيف آمنين والناس يتخطفون من حولهم، فكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا: نحن أهل حرم الله فلا يتعرض لهم الناس. انتهى.
أما بالنسبة للمدة الزمنية التي تستغرفها الرحلتان فلم نقف على تحديدها في ما بين أيدينا من كتب التفسير، ولعل ذلك راجع إلى عدم أهمية تحديدها، إذ لا يترتب على ذلك كبير فائدة.
والله أعلم.