الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن كان مبتلى بالوسوسة؛ فلا ينفعه التعرض لمثل هذا الخلاف، وما يذكره أهل العلم من تفاصيله، وينبغي أن يعمل بقول من قال من أهل العلم بصحة التوبة العامة من كل ذنب علمه، أو لم يعلمه، فيندم على كل مخالفة لأمر الله، وإن كان يجهلها.
حتى ذهب القاضي أبو بكر الباقلاني إلى أن التائب يقول: إن كان لي ذنب لم أعلمه، فأنا تائب إلى الله منه. اهـ نقله عنه غير واحد كالزركشي في المنثور، والمناوي في فيض القدير.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى: من تاب توبة عامة كانت هذه التوبة مقتضية لغفران الذنوب كلها؛ وإن لم يستحضر أعيان الذنوب. اهـ.
هذا .. ومن أهل العلم من ينص على أن التوبة لا تجب أصلا إلا بعد تحقق الإثم، بخلاف ما يشك في كونه إثما.
قال ابن مفلح في «الآداب الشرعية»: قال في نهاية المبتدئين: تصح التوبة مما يظن أنه إثم، وقيل: لا. ولا تجب بدون تحقق إثم. اهـ.
فحسبك -يرحمك الله- ما ذكرته من الاستغفار الشامل، والإحساس بالندم عموما على الإسراف على النفس. فهذا يكفيك بفضل الله ورحمته، ولا تعسر على نفسك أمر التوبة، ولا تفتش، ولا تستفصل، فإن هذا لا يزيد الموسوس إلا عناء من دون طائل.
والله أعلم.