الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا خلاف في أن تعمد إضاعة الصلاة من غير عذر شرعي من نوم أو مرض أو نحوه ذنب عظيم وكبيرة من أكبر الكبائر، للوعيد الشديد في ذلك، منه قول الله تعالى: [فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً * إِلَّا مَنْ تَاب]َ (مريم: 59-60) .
وقوله سبحانه: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (الماعون:4-5).
وعلى من فعل ذلك أن يتوب إلى الله ويبادر إلى قضاء ما فرط فيه من صلوات.
ولا شك أنه في حال قضائه لن يحصل على أجر من أداها في وقتها، لما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها.
قال ابن حجر في الفتح نقلا عن ابن بطال: فيه أن البدار إلى الصلاة في أول وقتها أفضل من التراخي فيها، لأنها إنما شرط فيها أن تكون أحب الأعمال إذا أقيمت لوقتها. اهـ.
والله أعلم.