الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنهنئك على نعمة التوبة إلى الله -عز وجل- من هذه العلاقة الآثمة، فجزاك الله خيرا، ونسأله تعالى أن يقبل توبتك، ويغفر ذنبك، ويرزقك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى، وييسر لك الزوج الصالح، ونوصيك بكثرة الدعاء.
ولا تأسفي أن فات أمر زواجك من هذا الشاب، فما يدريك أن يكون في زواجه منك خير لك، ففوضي أمرك إلى الله، وقد قال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
ونوصيك بالاستعانة بالثقات من أقربائك وصديقاتك في البحث عن الزوج الصالح، فهذا مما لا حرج فيه شرعا على المرأة، كما هو مبين في الفتوى: 65295.
ولا إثم على هذا الشاب في كونه قد تزوج من غيرك، فلا يخفى أنه مباح له الزواج من هذه الفتاة، أو من غيرها، وأنه لا يلزمه شرعا الزواج منك، ثم إن ما جرك إلى تعلق قلبك به تلك العلاقة التي كانت بينك وبينه، وهي علاقة قد وقعت فيها باختيارك، فأنت من جنيت على نفسك.
فالذي نوصيك به أن تهوني الأمر على نفسك، وتجتهدي في صرف هذه الخواطر عن قلبك. والألم الذي تجدينه في نفسك قد يكون لفرط الحساسية عندك، وقد لا يكون قد خطر على بال هذا الشاب أنه أراد إيذاءك بخطبته لهذه الفتاة على وجه الخصوص.
والله أعلم.