الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالنميمة هي نقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: النميمة نقل حال الشخص لغيره على جهة الإفساد بغير رضاه، سواء كان بعلمه أم بغير علمه. اهـ.
والأصل في النميمة أنها محرمة، وصاحبها شبيه بالسحرة والشياطين في التفريق بين الأحبة.
قال الذهبي في كتاب الكبائر: فكل من حرش بين اثنين من بني آدم، و نقل بينهما ما يؤذي أحدهما، فهو نمام من حزب الشيطان من أشر الناس. اهـ.
ولكن إذا تعينت النميمة سبيلا لتحقيق مصلحة، كالتحذير من الشر مثلا، ولم توجد وسيلة غيرها، فلا بأس بالمصير إليها.
قال ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام: النميمة إذا اقتضى تركها مفسدة تتعلق بالغير، أو فعلها مصلحة يستضر الغير بتركها، لم تكن ممنوعة، كما نقول في الغيبة إذا كانت للنصيحة، أو لدفع المفسدة لم تمنع. اهـ.
وينبغي عدم ذكر القائل ما أمكن. وهذا فيما يتعلق بجواب السؤال الأول.
وأما السؤال الثاني فجوابه: أن ذلك الرجل إن كان خاطبا لتلك الفتاة، ويريد الزواج بها، فنقلك للكلام عنه للفتاة إن لم تدع إليه مصلحة شرعية راجحة فهو نميمة، والغالب في النميمة أنها تترتب عليها فتنة وفساد. وانظري الفتوى: 98686.
ولا بد من التنبيه هنا على حرمة العلاقات العاطفية التي تكون خارج نطاق الزواج الشرعي بين الشباب والفتيات؛ فإنها باب لنشر الفتنة والفساد، وراجعي الفتوى: 30003، والفتوى: 4220.
وندعوك إلى الالتفات لنفسك، والحرص على ما يجلب لها المصلحة، ويدفع عنها المفسدة، ومن ذلك صحبة الخيرات من النساء اللاتي يمكن أن تجدي منهن الخير، والذكرى إذا نسيتِ، والعون إذا ذكرت، وفي المقابل الحذر من صحبة من لا يقيم للدين وزنا، ولا يراعي حرمات الله.
روى أبو داود والترمذي عن أبي سعيد -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي. وراجعي للمزيد الفتوى: 24857.
والله أعلم.