الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم تبين لنا وجه حرمة المال الذي يأمرك أبوك بأخذه.
وعمومًا؛ فإن كان أبوك يأمرك بفعل حيلة لأخذ هذا المال من الدولة بغير حقّ؛ فلا تجوز لك طاعته في ذلك، لكن عليك برّه، والإحسان إليه، ولا تجوز لك الإساءة إليه بقول، أو فعل.
ومن برّك بأبيك أن تنهاه عن أكل المال بالباطل، لكن بأدب، ورفق؛ فإنّ أمر الوالدين بالمعروف، ونهيهما عن المنكر؛ ليس كأمر غيرهما ونهيهما، قال ابن مفلح -رحمه الله-: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ. وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ، يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ، وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. انتهى من الآداب الشرعية.
والله أعلم.