الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فطريق معرفة الحلال من الحرام التفقه في دين الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
قال الإمام النووي: فمعناه أن الأشياء ثلاثة أقسام: حلال بين واضح لا يخفى حله كالخبز والفواكه والزيت والعسل، وأما الحرام البين فكالخمر والخنزير والميتة والبول والدم المسفوح وكذلك الزنا والكذب والغيبة والنميمة والنظر إلى الأجنبية وأشباه ذلك، وأما المشتبهات فمعناه أنها ليست بواضحة الحل ولا الحرمة فلهذا لا يعرفها كثير من الناس، ولا يعلمون حكمها، وأما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس أو استصحاب. انتهى باختصار.
وعليه؛ فبإمكانك التعرف على تمييز الحلال من الحرام بتعلم أحكام شرع الله تعالى، فإنما العلم بالتعلم، ثم ما أشكل عليك من أمر فلتسألي عنه أهل العلم حتى يتضح حكمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إنما شفاء العي السؤال، رواه أبو داود وحسنه الشيخ الألباني.
أما بالنسبة لما صدر منك من معصية عن طريق لقاء الشخص المذكور، وما دار بينكما فالواجب عليك المبادرة بالتوبة الصادقة من حصول العزم على عدم فعل تلك المعصية والندم على فعلها، والإكثار من الاستغفار والطاعات فإن الحسنات يذهبن السيئات، فإذا حصلت التوبة بشروطها فإن الله تعالى يتقبلها لقوله تعالى : وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (الشورى:25) وقال تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (الفرقان:70)، وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه في سننه وحسنه الشيخ الألباني.
وعلى كلٍ؛ فالواجب عليك مجاهدة نفسك على الاستقامة على أوامر الله تعالى، والبعد عما يؤدي إلى سخطه إضافة إلى الحرص على التوبة النصوح، فإن الله يتقبل توبة التائبين ويفرح بها.
وعليك بالحذر من كثرة الوساوس والأوهام التي هي من كيد الشيطان لإدخال الحزن إلى قلبك.
وكوني على يقين أنك إذا أخلصت التوبة إلى الله تعالى فإن الله سيقبل توبتك ويمحو ما سلف من ذنوبك.
والله أعلم.