الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يثبتك وأن يعافيك. ونوصيك بمجاهدة نفسك على طرد تلك الخواطر، والاستعاذة من الشيطان عند حضورها ببالك، ولن تؤثر على عملك إن شاء الله.
وأقبل على عبادتك، مراعيا فيها وجه الله -تعالى- والدار الآخرة، مع الحذر من الرياء. وقد تقدم بيان حقيقته وأنواعه، في الفتوى: 10992.
ولا بد أن تعلم -وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى- أن الإخلاص أمره عظيم وشأنه كبير، وهو نعمة من الله -تعالى- يمنّ بها على من يشاء من عباده. وعلى العبد أن يسعى في تحصيلها، وأن يحذر من الانزلاق في مصائد الشيطان، فإن الشيطان حريص على إفساد عبادة المسلم بكل وسيلة، فإذا فاته من جهة المعاصي والشهوات، جاء إليه من جهة العبادة والطاعات. ويأتي من قبل التشكيك في قبولها وصحتها ونحو ذلك، ولا بد من الإعراض عن الاسترسال في الشكوك والخواطر التي يلقيها؛ فذلك من أنفع ما تعالج به وساوسه، وتدفع به حيله.
قال العلامة ابن حجر الهيتمي -رحمه الله- في الفتاوى الفقهية الكبرى لما سئل عن الوسواس، وهل له من دواء، فقال: له دواء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية. وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك، لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرّب ذلك الموفّقون. انتهى.
وأما عن بر الوالدين: فإنه من شيم النفوس الكريمة، وبه ترفع الدرجات وتكفر السيئات، وتجاب الدعوات، وبه تنشرح الصدور وتطيب الحياة، نسأل الله أن يرزقك برهما.
ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله.
والله أعلم.