الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن محادثة المرأة للرجال الأجانب لا تجوز لغير حاجة، وخاصة الشباب والفتيات لكثرة دواعي الفتنة عندهم، وراجعي الفتوى: 21582. وقد أحسنت بترك المحادثة مع هذا الشاب، والتوبة تقتضي أن لا تعودي لمحادثته إلا لحاجة.
وإن أقدمت على إخبار أهلك بأنك تعرفت على هذا الشاب بسبب كونه سأل في مجموعة بالفيس بوك عن شيء خاص بمجال عملك، وأنك شرحت له ذلك، فهذا إخبار منك بخلاف الواقع، وهذه هي حقيقة الكذب، والكذب محرم كما هو معلوم، فيلزمك التوبة وحسب.
والمحادثة بينكما -ولو بعد الخطبة- لا تجوز لغير حاجة؛ لأنك أجنبية عليه حتى يعقد لك عليه العقد الشرعي، وراجعي الفتوى: 57291.
فإن تيسر له الزواج منك، فالحمد لله، وإن لم يتيسر، فليذهب كل منكما في سبيله، حتى يجعل الله لكما فرجا ومخرجا.
وبخصوص ضابط الحاجة التي تبيح المحادثة بين الأجنبيين راجعي الفتوى: 226330.
ولا يظهر لنا أن هنالك حاجة لأن يخبرك بدخوله في دورة ونحو ذلك؛ فإن هذا نوع من الاسترسال في ما لا داعي له من الحديث، وقد يكون ذريعة للشيطان ليقودكما للفتنة، خاصة وأن كلا منكما قد تعلق بالآخر؛ كما ذكرت.
وبيان حل العمل أو حرمته من شأن الفقهاء، فليسألهم عن حكم العمل الذي يريد الالتحاق به، كما قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}.
والمخالفات الشرعية يمكن أن تؤثر على بركة الزواج، وليس ذلك بلازم، فقد يبارك الله فيه، ولو مع وجود المخالفات، وإذا قامت الحياة الزوجية على الطاعة كان ذلك أرجى للبركة فيها.
ولا بأس بأن يتقدم لخطبتك والزواج منك -مع فقره- إن كانت عنده همة للعمل والكسب، وارتضيت أن يتزوج منك باليسير، وتيسير أمر الزواج، وقلة مؤنته من أسباب بركته، هذا بالإضافة إلى أن الزواج من أسباب الغنى، وانظري الفتوى: 7863، والفتوى: 133638.
والله أعلم.