الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا إشكال فيما ذكرناه، وإنما الإشكال ورد عليك بسبب الفهم.
وبيان ذلك: أن النية شرط لصحة الصلاة، ولكن هذا الشرط لا بدّ أن يكون مقارنًا للتكبير، أو قبله بزمن يسير؛ لأن الزمن يسير لا تعزب فيه النية غالبًا، بخلاف الزمن الطويل.
وقد بينا في الفتوى: 444595 أن من أتى بنية الصلاة وهو ذاهب إلى المسجد؛ فإن نيته هذه غير مجزئة؛ لأن النية لا بدّ أن تكون مقارنة لتكبيرة الإحرام، أو تتقدّمها بزمن يسير، وانظر لهذا أيضًا الفتوى: 179533، والفتوى المحال عليها فيها.
والسائل الذي نصحناه بإعادة الصلاة في الفتوى: 198119 نوى صلاة العشاء من البيت قبل أن يذهب إلى المسجد، ثم ذهب وصلّى ركعتين، ثم دخل في الصلاة وهو غير مستحضر للصلاة التي يصليها؛ فالنية الأولى وقعت قبل الدخول في الصلاة بزمن كثير.
والله أعلم.