الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن فسخ الخطبة -وإن كان جائزًا شرعًا- إلا أننا لا ننصحك بالتعجّل لذلك، بل تريّث في الأمر، واسأل الثقات ممن يعرفونها عن دِينها، فإن أثنوا عليها خيرًا، فأبقِ على خِطبتها، ولا تفسخها؛ فالدِّين والخُلُق من أهم ما ينبغي مراعاته في المخطوبة، فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها. فاظفر بذات الدِّين تربت يداك.
قال الصنعاني في سبل السلام: ودل الحديث على أن مصاحبة أهل الدِّين في كل شيء هي الأولى؛ لأن مصاحبهم يستفيد من أخلاقهم، وبركتهم، وطرائقهم، ولا سيما الزوجة، فهي أولى من يعتبر دِينه؛ لأنها ضجيعته، وأم أولاده، وأمينته على ماله، ومنزله، وعلى نفسها. اهـ.
وإن كانت ذات دِين؛ فالمرجوّ أن تتحرّى اجتناب الاختلاط المحرم، والبعد عن أسباب الفتنة.
وإن تبين أن هنالك رِقّة في دِينها، وأنها لا تراعي أحكام الشرع -من الحجاب، وترك الاختلاط المحرم، ونحو ذلك-؛ فالأولى أن تفسخ خطبتها، فذلك أهون من أن يتم الزواج، ويكون النزاع والخصام، ويحصل الطلاق.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 8757، ففيها بيان أسس اختيار الزوجة، وبعض عوامل نجاح الحياة الزوجية.
وما دام الأمر مجرد خطبة؛ فإنك لا تملك منعها من الدراسة، بل لو كان معقودًا لك عليها، فلا تملك منعها؛ فما دامت في بيت وليّها، فطاعتها لوليّها لا لك، وانظر الفتوى: 135963.
وننبه إلى أن ما رأيت في منامك من رؤى، قد لا يكون له علاقة بأمر زواجك من هذه الفتاة.
والله أعلم.