الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان عماتك المذكورات وبعض أبنائهن وبناتهن على الحال التي ذكرت، فهم مسيئون بذلك، وكراهيتك لما هم عليه من منكر علامة خير فيك ودليل إيمان، فالمؤمن أو المؤمنة يغار إذا انتهكت حرمات الله.
وإن أمكنك الصبر عليهم وصلتهم بالزيارة ومناصحتهم بالحسنى، فهذا أولى وأفضل. روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: « لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك».
فإن قمت بذلك، فنرجو أن يسوق الله تعالى الخير إليهم على يديك، وفي ذلك من عظيم الثواب ما فيه، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي -رضي الله عنه-: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
وإن خشيت على نفسك ضررا في دين أو دنيا، فلا حرج عليك في عدم صلتهم بالزيارة، والاكتفاء بصلتهم بما هو ممكن، ومن ذلك ما ذكرت من رسائل الواتساب، مع تأكيدنا على النصيحة والسعي في الإصلاح، والواتساب وسيلة جيدة ونافعة.
وانظر الفتوى: 309286، ولا تنس أن تكثر من الدعاء لهم بخير.
والله أعلم.