الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا في البدء نشكر ابنة خالتك في بذلها الجهد لأن تكون فتاة صالحة -نسأل الله سبحانه أن يحقق لها ذلك-.
وإذا صدقت مع ربّها، صدقها، وأعطاها ما تريد.
فنوصيها أوَّلًا بكثرة الدعاء، وأن تبذل الأسباب المعينة على الاستقامة؛ من العلم النافع، والعمل الصالح، وحضور مجالس الخير، وصحبة الصالحات، والحذر من صحبة الفاجرات، ونحو ذلك من الأسباب الميسرة للخير، والصلاح، وقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}، نقل ابن كثير في تفسير هذه الآية عن عباس الهمداني أبي أحمد -من أهل عكا- أنه قال: الذين يعملون بما يعلمون، يهديهم لما لا يعلمون. اهـ. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى 10800.
ولم نفهم حقيقة ما وقعت فيه من الذنب المشار إليه بالسؤال.
وعلى كل؛ فالتوبة واجبة من كل الذنوب بالإتيان بشروطها، وهي: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، وإن تعلّق به حق مخلوق، استسمحته فيه، على تفصيل في ذلك، وتفريق بين الحقوق المادية، والحقوق المعنوية، فيمكن مطالعة الفتوى: 18180.
وإن كان أبوها على الحال المذكور في تعامله مع أمّها وإخوتها؛ فهو مسيء بذلك إساءة بالغة، وكان الواجب عليه أن يتقي الله فيما استرعاه.
ومهما أساء الأب؛ فلا تجوز الإساءة إليه، ودعاؤها عليه محرم، ونوع من العقوق، يجب عليها التوبة منه، والدعاء له بخير، وبأن يصلح الله بينه وبين أهله.
وينبغي أن تسعى في الصلح، وتوسيط أهل الخير في ذلك، وسؤال الله التوفيق، والله قادر على أن يغيّر الحال في أسرتها إلى ما تحبّ وتبتغي، وما ذلك على الله بعزيز.
والله أعلم.