الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمرأة تعرف انقطاع الحيض ودخولها في الطهر بإحدى علامتين: الجفوف، وضابطه: أن تدخل القطنة في الموضع؛ فتخرج نقية، ليس عليها أثر من دم، أو صفرة، أو كدرة. أو بالقصة البيضاء، وهي: ماء أبيض رقيق، تعرفه النساء، يكون علامة على انتهاء الحيض.
وعلى هذا؛ فالأيام التي تلي انقطاع الدم، وترين فيها أثر صفرة، أو كدرة؛ كلها داخلة في الحيض، ولا تعجلي؛ حتى ينقطع أثرها تمامًا، جاء في حاشية رد المحتار، وهو حنفي: هذه الألوان كلها حيض في أيامه؛ لما في موطأ مالك: كان النساء يبعثن إلى عائشة بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة من دم الحيض؛ لتنظر إليه، فتقول: لا تعجلن؛ حتى ترين القصة البيضاء، تريد بذلك الطهر من الحيض. انتهى.
فإذا انقطع الأثر، ورأيت القصة البيضاء، أو حصل الجفوف التام؛ بحيث لو أمررت منديلًا على ظاهر المخرج، وهو ما يبدو عند الجلوس للحاجة؛ لخرج نقيًّا ليس به أثر دم، ولا صفرة، ولا كدرة؛ فقد حصل الطهر، ويجب الغسل حينئذ.
ولو تجدد نزول تلك الإفرازات من صفرة، أو كدرة بعد حصول الطهر؛ فلا تعتبر حينئذ حيضًا، ولا يلزم منها الغسل؛ لخبر أم عطية -رضي الله عنها- قالت: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئًا. رواه أبو داود.
وانظري لمزيد من الفائدة الفتوى: 440539.
والله أعلم.