الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن طاعة الوالدين إنما تشرع في المعروف.
وأما المحرم، والمنكر؛ فلا يحلّ طاعتهما فيه -ولو أدّى ذلك إلى غضبهما-، فقد جاء في الحديث عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة لبشر في معصية الله. أخرجه أحمد، وابن حبان في صحيحه، وأصله في الصحيحين.
فلا يحلّ لك طاعة والدتك في الغناء المحرم، وحضور الحفلات المشتملة على الاختلاط بالمتبرجات، وحلق اللحية، فكل ذلك من الأمور المحرمة.
وينبغي لك مع ذلك أن تترفّق بوالدتك، وتتودّد إليها، وتتلطّف في الاعتذار عن الاستجابة لها، مع دعاء الله أن يهديها، ويشرح صدرها للحق.
وما فعلته لا يعتبر طاعة شركية، وانظر في هذا الفتوى: 129084.
والله أعلم.