الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان نشاط الشركة مباحا، وعملك فيها لا يشتمل على محرم، ولا علاقة له بدعم هذا السلوك القبيح؛ فلا حرج عليك في مجرد العمل في تلك الشركة.
ودعم القائمين على الشركة للشذوذ لا يوجب المنع من العمل فيها في التعاملات المباحة التي لا علاقة لها بدعمهم. وليس ذلك من الإعانة على الإثم، ما دام العمل الذي تقوم به لا يعين بشكل مباشر، ولا مقصود على دعم ذلك الشذوذ، وتزيينه، والترويج له.
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعامل اليهود -مع ما هم عليه من الكفر بالله -عز وجل-، وارتكاب للموبقات-.
ففي الصحيحين عن عبد الله -رضي الله عنه-، قال: أعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيبر اليهود: أن يعملوها، ويزرعوها، ولهم شطر ما يخرج منها.
وفي الصحيحين أيضا عن عائشة، قالت: اشترى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يهودي طعاما بنسيئة، فأعطاه درعا له رهنا.
وانظر للفائدة الفتويين: 424831 - 429535.
والله أعلم.