الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مهنة الطب عدها العلماء من فروض الكفاية، وكذا الدعوة إلى الله، وفرض الكفاية هو الذي إذا قام به البعض سقط عن البقية، وإذا لم يقم به أحد أثم الجميع بتركه.
وأما الحج والعمرة، فهما فرضان عينيان، يلزمان كل من استطاع إليهما سبيلا.
قال تعالى: [وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً] (آل عمران: 97).
وقال: [وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ] (البقرة: 196).
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوبهما على الفور، ثم إن تربية الأولاد تربية صحيحة ومستقيمة، والبعد عن أماكن البدع إذا تعين طريقا لإصلاح أحوالهم، هو من ا لفروض أيضا.
وبناء على هذه المقارنة، فإن خروجك إلى السعودية ليس فيه إثم ولا تبديل للنعمة، بل هو واجب عليك لأداء الحج والعمرة إن لم تكن قد أديتهما من قبل، وبعد أداء الواجب، ينبغي أن تقارن بين منفعة الناس بك في الوضعين، فحيث كنت أنفع، فالمقام فيه أحسن، وإن لم يكن واجبا.
والله أعلم.