الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن صحّ ما ذكرت من قيام هذا الرجل بإخبار مخطوبته عن هذه العيوب، وأنها قامت بإخبار آخرين بها؛ فقد أساءا إساءة عظيمة؛ لأن فعلهما هذا يعد نوعًا من الغيبة.
فحقيقة الغيبة ذكر الآخرين حال غيبتهم بما يكرهون، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتدرون ما الغيبة؟»، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذكرك أخاك بما يكره»، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه، فقد بهته».
ونرشدك أولًا إلى الصبر؛ فهو السلوى عند البلاء، روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر».
واعملي على مناصحتهما، وتذكيرهما بخطأ ما أقدما عليه.
ونوصيك بكثرة دعاء الله عز وجل، وسؤاله تيسير الشفاء، والتوفيق للزواج، وإنجاب الذرية؛ فهو على كل شيء قدير، وإذا أراد أن يرزق عبده شيئًا، يسّر له أسبابه.
وننبه إلى أن العيوب التي يجب إخبار الخاطب بها هي العيوب التي يثبت بها خيار الفسخ، كالعيوب التي يتعذَّر معها الوطء، أو الأمراض المُنَفِّرة، أو المعدية -كالبرص، والجذام، ونحو ذلك-، وانظري التفصيل في الفتوى: 19935.
والله أعلم.