الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام ولدك قادراً على الكسب، فلا تجب عليك نفقته، فضلا عن تزويجه.
قال المرداوي -رحمه الله- في الإنصاف: القدرة على الكسب بالحرفة تمنع وجوب نفقته على أقاربه. انتهى.
والذين قالوا بوجوب إعفاف الابن على أبيه، قيدوا ذلك بكون نفقة الابن واجبة على أبيه.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: على الأب إعفاف ابنه إذا كانت عليه نفقته، وكان محتاجا إلى إعفافه. انتهى.
وعليه؛ فليس واجبا عليك أن توفر لولدك مسكنا خارج بيتك، أو تكفيه مؤنة الزواج.
لكن ما دمت قادرا على إعفاف ولدك بالزواج؛ فنصيحتنا لك أن تبادر بتزويجه، وإن كنت تقدر على توفير مسكن خارج البيت يتزوج فيه ولدك من الفتاة التي يريدها؛ فالذي نراه ألا تمتنع من ذلك.
فإن كان محمودا منك أن تحثّ ابنك على الاجتهاد في الكسب الحلال، وأن يتحمل المسئولية؛ فإنّ التعجيل بالزواج قد يكون سببا في حصول ذلك، مع ما فيه من المصالح العظيمة.
ووصيتنا لك أن تجتهد في استصلاح ولدك، وإعانته على الاستقامة على طاعة الله والتمسك بدينه؛ فإن ذلك من أفضل ما يكسبه الصفات الحسنة، ويجعل منه شخصا جادا مسؤولا، عزيز النفس نافعا لنفسه وغيره.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.