الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن منزلة الوالدين عظيمة، وقد قرن الله حقه بحقهما، فقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء:23}، وأوصى بالأم خاصة، وجعل لها المزيد من البر، قال سبحانه: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ {لقمان:14}، فمهما أمكن الولد بر والديه، وكسب رضاهما، فليفعل، ففي رضاهما رضا الله سبحانه.
وقد بين الفقهاء حدود طاعة الوالدين، وأنها لا تجب بإطلاق، وقد نقلنا كلامهم بهذا الخصوص في الفتوى: 76303.
ولا حرج على إخوتك في الانفراد عن والدتهم في السكن، إن لم يكن في انفرادهم عنها مضرّة عليها، وبشرط أن يَصِلوها بما هو ممكن من الزيارة، والاتصال، وتفقد الحال، ونحو ذلك. وانظري الفتوى 165457.
وليس في مجرد انفرادهم عنها عقوق -إن كانت تؤذيهم وتسيء إليهم- فليصبروا، وليسلطوا عليها من يبذل لها النصح من فضلاء الناس المقربين منهم، وغير المقربين. هذا بالإضافة للدعاء لها أن يصلح الله حالها.
والله أعلم.