الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الأرض صارت ملكاً لجميع ورثة الأمّ حسب أنصبتهم الشرعية من التركة، وليس لأحد من الورثة أن يتصرف فيها دون رضا الآخرين.
فإذا كان أبوك يريد تسجيل الأرض باسمه؛ ولم يرض بعض إخوتك بذلك؛ فليس لك أن تعطيه العقد في هذه الحال.
وامتناعك من تسليمه العقد في حال رفض بعض الورثة؛ ليس فيه عقوق لأبيك، وهذا -أعني امتناع الولد من تسليم والده ما طلبه مما هو حق لغيره- لا يعتبر عقوقا، لكن عليك أن تحسن إليه، وتتلطف في الاعتذار له، وتجتهد في استرضائه، ولا مانع من استعمال المعاريض في سبيل ذلك.
والواجب عليكم برّ أبيكم والإحسان إليه، واجتناب الإساءة إليه، وينبغي أن تجتمعوا على رأي يحقق المصلحة ولا يضر بأحد. وحبذا لو استشرتم بعض العقلاء ذوي الخبرة.
وننبه إلى أنّ الأب إذا كان بحاجة إلى الزواج، ولم يكن عنده ما يحتاجه لأهبة الزواج؛ فالراجح عندنا أنّ على أولاده الموسرين تزويجه، وراجع الفتوى: 53116
والله أعلم.