الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرجو أن تهوني الأمر على نفسك، فليس فيما ذكرت ظلم من أبيك لهذا الشاب، وهو ليس ملزما شرعا بقبوله خاطبا، وخاصة إذا لم يكن مرضي الدين والخلق.
فقد حث الشرع على تزويج صاحب الدين والخلق، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه؛ فزوجوه. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
وهذا إنما هو على سبيل الندب لا الوجوب.
قال المناوي في فيض القدير: "فزوجوه "، ندبا مؤكدا. اهـ.
وإذا لم يكن ظالما له فليس من حقه الدعاء على أبيك، ولو أنه دعا عليه فالمرجو أن لا يستجاب له هذا الدعاء؛ لأن من موانع استجابة الدعاء الدعاء بإثم. فقد روى أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عن-ه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.
ونوصيك بالبر بأبيك، فالوالد يبر حيا وميتا بالدعاء والصدقة ونحو ذلك، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى: 410095.
ويمكنك أيضا الاستفادة من هذا المقال في موقعنا على هذا الرابط:
https://www.islamweb.net/ar/article/232480
والله أعلم.