الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما يحصل من هذه المرأة من التهاون في علاقتها بالرجال الأجانب -وأنت منهم-؛ لا شكّ في كونه منكرا، والتمادي في تلك العلاقات بدعوى الصداقة، أو الزمالة، أو كون العلاقة في حدود الأدب، كل ذلك مخالف للشرع، وغير مأمون العواقب.
فالفتنة غير مأمونة في مثل هذه الأحوال؛ ولذلك نص بعض الفقهاء على المنع من مكالمة الأجنبية دون حاجة.
قال الخادمي -رحمه الله- في كتابه: بريقة محمودية: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة. انتهى.
وليس لك أن تدعو عليها؛ فليست هي التي ظلمتك، ولكن كلاكما ظلم نفسه بالتهاون في تلك العلاقة، والكلام بغير حاجة.
وعليه؛ فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى، وتقف عند حدوده، فإن كنت تريد زواجها؛ فتقدم لأهلها؛ وإلا، فاقطع علاقتك بها، ولا تشغل نفسك بشأنها.
وإذا كنت اغتبت زوج المرأة وأهله؛ فعليك أن تتوب إلى الله تعالى، وإذا كانوا لم يعلموا بما وقع منك من غيبتهم؛ فالراجح عندنا؛ ألا تخبرهم بالغيبة، وتكتفي بالتوبة بينك وبين الله، وتستغفر لهم.
قال النووي -رحمه الله- في روضة الطالبين: وأما الغيبة إذا لم تبلغ المغتاب، فرأيت في فتاوى الحناطي أنه يكفيه الندم والاستغفار. انتهى.
والله أعلم.