الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أن ترفع صوتك على أبيك، أوتغلظ له في القول، فهذا نوع من العقوق، كما لا يجوز لك أن تدعو عليه، ولو كان ظالما لك، وراجع الفتوى: 171033.
والواجب عليك أن تخاطب والدك بالأدب، والتوقير، والتواضع، وتلين له الكلام، قال تعالى: فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23-24}.
قال القرطبي -رحمه الله- في تفسيره: فينبغي بحكم هذه الآية أن يجعل الإنسان نفسه مع أبويه في خير ذلة في أقواله، وسكناته ونظره، ولا يحد إليهما بصره؛ فإن تلك هي نظرة الغاضب. انتهى.
ولا مانع من سؤالك إياه أن يعينك على الزواج إن كان قادرا، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب إعفاف الابن على أبيه إذا كانت نفقة الابن واجبة على أبيه.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: على الأب إعفاف ابنه إذا كانت عليه نفقته، وكان محتاجا إلى إعفافه. انتهى.
والله أعلم.