الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت في صبرك وبقائك مع هذا الزوج الذي لا ينجب، إلا أن ما يفعله زوجك من معصية الله وإقامة علاقات مع النساء عبر النت والنظر إليهن والحديث معهن معصية عظيمة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: والعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. رواه مسلم.
فهذا العمل الذي يعمله يصدق عليه أنه زنا، ولكنه زنا مجازي، كما فصلنا ذلك في الفتوى رقم: 25437.
وننصحك -وفقك الله- بأن تجتهدي في نصح هذا الزوج وبيان الحق له، وأن رغبة النساء فيه لا تبرر له معصية الله معهن وأنك بعيدة عما يجول في خاطره تجاهك، واستعيني على ذلك بالله تعالى ثم بأهل الصلاح، ونقول لهذا الزوج اتق الله فإنك ستسأل بين يدي الله عن جوارحك هل استعملتها في طاعة الله أم في معصيته؟ قال تعالى: وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36]، ولتعلم أن هذه الجوارح سوف تشهد عليك يوم القيامة، وقال الله تعالى: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النور:24]، قال الله تعالى: حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [فصلت:20]، فانظر كيف يكون حال العاصي يومئذ.
والله أعلم.