الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الشرع قد حثّ على الألفة، والمودة بين المسلمين، ويتأكّد ذلك في حق الوالدين مع الأولاد، والعكس، وكذا في حق ذوي الرحم عمومًا، وسبق لنا بيان جملة من النصوص في ذلك، فراجع الفتوى: 410290.
فهذا هو الأصل الذي ينبغي أن يكون عليه الحال عندكم، فما ذكرت من الخصام في أسرتكم أمر غريب، وخاصة عندما تكون الأم طرفًا في المشكلة، والمرجوّ من مثلها أن يكون الصلح على يدها.
فنوصي بالدعاء لهم بالهداية؛ فذلك من أعظم الإحسان إلى الرحم؛ فلعل الله عز وجل يرزقهم الرشد، والصواب؛ فيعودوا إليكم، أو يتواصلوا معكم.
وإن أمكنكما الوصول إليهم، وتوسيط أهل الخير في سبيل الإصلاح؛ فهو أمر حسن.
وسؤالك عما إن كان هناك عقوق الوالدين للأبناء؟
فالظاهر أنك تعني بهم تقصير الوالدين بهذه التصرفات في حقّكم.
فإذا كان هذا هو المقصود، فإن ما قاموا به من رفضهم الصلح، وإيثارهم القطيعة، وتغييرهم هواتفهم؛ لمنع التواصل معكم، فيه تقصير بلا شك، وهو نوع من قطيعة الرحم، وهذه القطيعة من كبائر الذنوب، ولمزيد الفائدة، نرجو مطالعة الفتوى: 116567.
نسأل الله تعالى لهم الهداية، وأن يصلح الحال، وتسود بينكم الألفة، والمودة.
والله أعلم.