الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ندري ما وجه تفريق السائل بين ذنب ترك الصلاة وغيره من الذنوب؟! والحق أن من أتى بشروط التوبة كاملة، فقد أفلح وأنجح، أيًا كان ذنبه. ولا فرق بين ترك الصلاة وغيره من الذنوب.
وأما الحديث الذي ذكره السائل، فليس فيه فساد صلاة من تاب من ترك الصلاة، وإنما فيه فساد عمل من فسدت صلاته، والتائب لا تفسد صلاته! لا سيما مع قضاء الفوائت -كما ذكر السائل- وهذا يدل عليه بقية الحديث، ولفظه: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته. فإن صلحت فقد أفلح وأنجح. وإن فسدت فقد خاب وخسر. فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر عمله على ذلك. رواه أحمد وأصحاب السنن.
فإذا كان هذا في التطوع، فما بالك بمن قضى الفوائت؟!
وعلى أية حال، فنحن لا نعلم أحدا من أهل العلم فرق بين ترك الصلاة وغيره من الذنوب في صحة التوبة منها، وقبولها بشروطها، وغاية ما هنالك أن أهل العلم قد اختلفوا في وجوب قضاء الفوائت، واشتراط ذلك لصحة التوبة، أما مع قضائها فلا خلاف.
قال الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار: لا تصح لمضيع الصلاة توبة إلا بأدائها، كما لا تصح التوبة من دين الآدمي إلا بأدائه. ومن قضى صلاة فرط فيها، فقد تاب وعمل صالحا، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا. اهـ.
والله أعلم.