الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على هذا الحديث في المصادر المتوفرة لدينا، ولذا، لا نستطيع الحكم عليه، وإن كان في الحديث ما يدل على ضعفه، بل على وضعه، كركاكة لفظه ومعناه، وقد قال ابن الصلاح في بيان معرفة الحديث الموضوع: فقد وضعت أحاديث يشهد بوضعها ركاكة لفظها ومعانيها.
وقال الحافظ ابن حجر: المدار في الركة على ركة المعنى، فحيثما وجدت دل على الوضع، وإن لم ينضم إليه ركة اللفظ، لأن هذا الدين كله محاسن والركة ترجع إلى الرداءة.
ومما يدل على وضع الحديث مخالفته للحس، وفي هذا الحديث جزء من ذلك، وهو أن هذا الدعاء مكتوب على أستار الكعبة وأركانها، وقد نقل السيوطي في "تدريب الراوي" عن الحافظ ابن حجر قوله: ومما يدخل في قرينة المروي –أي الدالة على وضعه- ما نقل الخطيب عن أبي بكر بن الطيب أن من جملة دلائل الوضع أن يكون مخالفا للعقل، بحيث لا يقبل التأويل، ويلتحق به ما يدفعه الحس والمشاهدة، أو يكون منافيا لدلالة الكتاب القطعية أو السنة المتواترة أو الإجماع القطعي، أما المعارضة مع إمكان الجمع فلا.
والله أعلم.