الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بتوبتك مما وقعت فيه من الفاحشة، وسؤالك الله المغفرة؛ لكنك لم تحسني بسؤال الله أن يحرمك نعمة الولد. فالصواب أن يسأل العبد ربه العفو والعافية، وأن يسأله حسنة الدنيا وحسنة الآخرة؛ فإنّ الله تعالى عفو يحب العفو، كريم جواد. ففي صحيح مسلم عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل كنت تدعو بشيء، أو تسأله إياه؟» قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله، لا تطيقه -أو لا تستطيعه- أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار" قال: فدعا الله له، فشفاه".
قال النووي -رحمه الله- في شرحه على مسلم: وفي هذا الحديث النهي عن الدعاء بتعجيل العقوبة. وفيه فضل الدعاء بـ: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. انتهى.
ونصيحتنا لك أن تأخذي بالأسباب المشروعة لطلب الولد، ومنها استشارة المختصين من الأطباء، وكثرة الاستغفار، وكثرة الدعاء بإلحاح مع حسن الظن بالله، وراجعي الفتويين: 15268، 47576
والله أعلم.