الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنهنئك على ما أنعم الله عليك به من نعمة الندم على ما فعلت، والتوبة، وسلوك سبيل الاستقامة، والتوفيق لحفظ كتاب الله عز وجل.
نسأل الله تعالى لنا ولك الثبات بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. ونوصيك بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح، وحضور مجالس الخير وصحبة الصالحين.
ولا يلزمك استحلال هذه الفتاة أو أهلها؛ لأن هذا مما تترتب عليه مفسدة أعظم في الغالب، فيكفيك أن تكثر من الدعاء لهم والاستغفار.
جاء في تحفة الحبيب على شرح الخطيب: ثم رأيت الغزالي قال فيمن خانه في أهله أو ولده أو نحوه: لا وجه للاستحلال والإظهار؛ فإنه يولد فتنة وغيظاً، بل تفزع إلى الله -تعالى- لترضيه عنك. اهـ.
ونوصيك بحسن الظن بالله والثقة فيه؛ فإنه يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، قال سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}.
وهذا القبول والعفو يشمل ما كان من الذنب بين العبد وربه، وبين العبد وخلق الله عز وجل، فهو قادر على أن يرضيه بما يشاء.
فنوصيك بأن تجتنب كل خواطر قد تقودك لليأس من روح الله، أو القنوط من رحمته، فإن ذلك قد يكون من شراك الشيطان التي يريد أن يكبلك بها، ويود أن يظفر منك بها، لكونك قد أفلت منه من ذلك الجانب، وكل من اليأس والقنوط من كبائر الذنوب، قال تعالى: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}، وقال: قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:56}.
واحرص على الإكثار من الصالحات، وبذل الوقت فيما ينفع من خير الدنيا والآخرة.
والله أعلم.