الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم –وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى- أن الرياء من أخطر أمراض القلوب، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أبابكر رضي الله عنه، حيث قال: الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره، تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. رواه الترمذي الحكيم وصححه الألباني.
وفي رواية ابن عباس: الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا. ثم إن ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما، كما قال الفضيل بن عياض، وبناء على هذا، فإذا كنت تعرف من نفسك الإخلاص وأنك لا تعبأ بما يقوله الناس فيك، وأن مدحهم لك في شأن العبادة والقراءة لا أثر له في قلبك ولا في الزيادة أو النقص فيما كنت تعمله، فامض لما هممت به.
وإن كنت لا تقوى على ذلك، فالأفضل أن تخفى عبادتك وقراءتك لتأمن شر الرياء والعجب، قال في تحفة الأحوذي: قال الطيبي: جاء آثار بفضيلة الجهر بالقرآن، وآثار بفضيلة الإسرار به، والجمع بأن يقال: الإسرار أفضل لمن يخاف الرياء، والجهر أفضل لمن لا يخافه.
ولمزيد من الفائدة، راجع الفتوى رقم: 10992.
والله أعلم.