الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك بر والديك جميعا، ولا تجوز لك طاعة أحدهما في قطع الآخر؛ فالطاعة إنما تكون في المعروف.
وعليه؛ فقد أحسنت بصلة أمّك، وعدم طاعة والدك في قطعها، ولا تلزم زوجته وأولاده طاعته في قطعك، ولا إثم عليهم في مكالمتك دون علمه.
لكن عليك صلة أبيك وبرّه، ولا يجوز لك قطعه، وينبغي عليك استعمال الحكمة والمداراة معه؛ فيمكنك صلة أمّك دون علمه، واستعمال المعاريض والتورية للتخلص من غضبه. وراجعي الفتوى: 68919.
فإذا بذلت وسعك في برّ أبيك واسترضائه، ولكنّه بقي غاضبا عليك بسبب صلتك أمّك؛ فنرجو ألا يضرك غضبه.
والله أعلم.