الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننبهك أولاً إلى أنّ التعارف بين الشباب والفتيات -ولو كان بغرض الزواج-، وما يعرف بعلاقات الحب بينهما، كل ذلك باب فتنة، وذريعة شر وفساد، وقد بينا ذلك في كثير من الفتاوى، وانظري على سبيل المثال الفتوى: 430774.
ثمّ ننبهك إلى أنّه لا يصحّ للمرأة أن تتزوّج بغير وليّ، وإذا فعلت؛ كان الزواج باطلًا عند جماهير العلماء.
وكون والدك وجدّك متوفين؛ لا يبيح لك الزواج بغير وليّ.
فإذا لم يكن للمرأة أب ولا جد؛ يزوّجها أخوها. فإن لم يكن لها أخ؛ زوّجها ابن أخيها. فإن لم يكن لها ابن أخ؛ زوّجها عمّها. فإن لم يكن؛ زوّجها ابن عمها. فإن عدم هؤلاء جميعًا؛ زوّجها الحاكم، وانظري الفتوى: 353908.
وإذا امتنع الوليّ الأقرب من تزويج المرأة من كفئها لغير مسوّغ؛ فيجوز لمن بعده من الأولياء تزويجها، ويجوز رفع الأمر للقاضي الشرعي؛ ليزوّجها، قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: إذا عضلها وليّها الأقرب، انتقلت الولاية إلى الأبعد. نصّ عليه أحمد. وعنه رواية أخرى: تنتقل إلى السلطان. انتهى.
والله أعلم.