الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هذه الفتاة قد هتكت عرضها، فقامت بنشر صورها في مواقع التواصل، بحيث يمكن أن يراها كل أحد.
فالذي يظهر -والله أعلم- أنك لا تعتبرين ظالمة لها بعرض صورتها على آخر ليراها.
ولكن إن كانت هذه الصورة على حال تدعو للفتنة، أو كان من عرضتها عليه لا يحل له النظر إليها، فإنك تأثمين بذلك؛ لأن في هذا إعانة على المعصية، ونشرا لها، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
قال القرطبي في تفسير هذه الآية: أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى، أي: ليعن بعضكم بعضًا، وتحاثوا على ما أمر الله تعالى، واعملوا به. وانتهوا عما نهى الله عنه، وامتنعوا منه، وهذا موافق لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدال على الخير كفاعله ـ وقد قيل: الدال على الشر كصانعه. اهـ.
وكون الدال على الشر كفاعله، هو مفهوم الحديث الذي في مسند أحمد عن بريدة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدال على الخير كفاعله.
والله أعلم.