الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمستفاد من الأحاديث الوارد في صفة مهدي آخر الزمان، أنه من آل بيت النبوة، ومن أئمة الهدى والفلاح، وخلفاء الرشد والصلاح، وأمراء العدل والإصلاح، ومن هذه صفته فهو -بلا ريب- من كبار الصديقين.
قال البَرْزَنْجي في «الإشاعة لأشراط الساعة» في بيان سيرته: يعمل بسُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا يُوقِظُ نائمًا، ولا يهريق دمًا، يقاتل على السُنّة، لا يترك سُنّةً إلَّا أقامها، ولا بدعةً إلَّا رفعها، يقوم بالدين آخر الزمان؛ كما قام به النبي صلى الله عليه وسلم أوله، يملك الدنيا كلها؛ كما ملك ذو القرنين وسليمان. يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، يَردُّ إلى المسلمين أُلفتهم ونعمتهم، يملأ الأرض قِسطًا وعدلًا؛ كما مُلِئَت ظُلمًا وجورًا، يحثو المال حثيًا، ولا يَعُدهُ عدًا، يقسم المال صِحاحًا بالسوية، يَرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، والطير في الجو، والوحش في القفر، والحيتان في البحر. يملأ قلوب أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- غِنىً ...
تَنْعَمُ الأمة برها وفاجرها في زمنه نعمة لم يُسمع بمثلها قط، تُرسل السماء عليهم مِدرارًا لا تدخر شيئا من قطرها، تُؤتي الأرض أُكلها لا تدخر عنهم شيئًا من بذرها ... اهـ.
والله أعلم.